يزيد الصراع بين الولايات المتحدة وفنزويلا من الضغوط على سوق النفط

المخاطر الجيوسياسية كعامل تسعير

XTI/USD

المنطقة الرئيسية: 57.50 - 59.00

شراء: 58.50 (في ظل أساسيات إيجابية قوية)؛ الهدف 60.00-61.50؛ وقف الخسارة 57.80

بيع: 57.00 (عند كسر واثق لمستوى 57.50)؛ الهدف 55.50-53.50؛ وقف الخسارة 57.70

أظهرت الإدارة الأمريكية مرة أخرى أن أمن إمدادات النفط لا يزال عرضة للمخاطر حتى في ظل ظروف عالمية مريحة نسبيًا من حيث العرض. وعلى وجه التحديد، فإن التصحيح الحالي في سوق النفط كان نتيجة احتجاز السلطات الأمريكية لناقلة نفط ترفع علم بنما في أحد الموانئ الفنزويلية.

ويُعد هذا الحادث الثاني من نوعه خلال الأسبوعين الماضيين، ما يؤكد الموقف المتشدد للولايات المتحدة تجاه صادرات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات. كما صرّح دونالد ترامب بأن خفر السواحل الأمريكي يلاحق حاليًا ناقلة ثالثة مماثلة في المياه الدولية.

اضطراب في الخدمات اللوجستية، لكن رد فعل السوق محدود

تم زعزعة البنية التحتية اللوجستية في منطقة الكاريبي فعليًا، مع توقف شحنات النفط من الموانئ الفنزويلية بشكل شبه كامل. وفي الوقت نفسه، لا يزال التوازن العالمي للنفط مستقرًا نسبيًا بفضل ارتفاع الاحتياطيات واستقرار الإمدادات من الدول غير الأعضاء في أوبك، ما يحدّ من رد فعل سعري واسع النطاق.

تفاعل السوق مع الإجراءات الأمريكية بحذر وليس بطابع مضاربي. فقد ارتفعت عقود WTI للتسليم الفوري بنحو 2.2%، في حين أضاف خام برنت حوالي 2.17%. وحتى هذه الديناميكيات المعتدلة تشير إلى حساسية الأسعار لمخاطر اضطراب الإمدادات، لكنها لا تعطي إشارة إلى بداية زخم صعودي مستدام.

المصادرات وعدم اليقين القانوني

ووفقًا لتصريحات ترامب، فإن الأمر لا يتعلق بالسرقة أو بالغنائم العسكرية، بل بالمصادرة القانونية. ويمكن بيع النفط الذي تتم مصادرته بهذه الطريقة في السوق أو إضافته إلى الاحتياطيات الاستراتيجية الأمريكية. أما الناقلات نفسها فلا تخضع للإرجاع أو التعويض.

من خلال إيقاف هذه الناقلات، تقوم الولايات المتحدة فعليًا بإخراج مواد خام من السوق تعتبرها، وفق تفسيرها، مرتبطة بانتهاكات لنظام العقوبات. وبالنسبة لفنزويلا، التي تعاني أصلًا من ضغوط سنوات من العقوبات ونقص الاستثمارات المزمن، فإن ذلك يخلق مجموعة إضافية من القيود القانونية واللوجستية. ويصبح الأثر السلبي على المصافي النفطية التي تركز على الخامات الثقيلة شبه حتمي.

القضية الرئيسية للسوق

بالنسبة للمستثمرين والمتداولين، لا تكمن الأهمية في الناقلة المحتجزة بحد ذاتها، بل في اختلال التوازن المتشكل في السوق. فالتشديد في تطبيق العقوبات يزيد من حالة عدم اليقين بشأن حجم النفط الفنزويلي الذي يمكن توريده بشكل موثوق إلى السوق العالمية وبأي أسعار.

يفترض السيناريو الأساسي بقاء الأسعار ضمن نطاق محدد مع علاوة جيوسياسية معتدلة. ولا يُتوقع في هذا السيناريو حدوث انخفاض كبير في إجمالي صادرات النفط العالمية. ويجد كل من WTI وبرنت دعمًا عند التراجعات، ولكن في غياب عوامل أساسية إيجابية، يظل النمو محدودًا.

سيناريو المخاطر وعامل السيولة

يفترض السيناريو البديل الأكثر خطورة تصعيدًا إضافيًا في الإجراءات الأمريكية أو تدابير انتقامية قد تؤثر في طرق الشحن، أو تأمين النقل، أو توافر الشحنات الخاصة بالنفط الفنزويلي.

كما ينبغي إيلاء اهتمام إضافي لظروف السوق خلال فترات العطلات، حيث تكون السيولة منخفضة وغير مستقرة. وفي مثل هذه الظروف، سيتفاعل رأس المال المضاربي بنشاط مع أي معلومات جديدة قادمة من منطقة النزاع، ما يضخم التحركات السعرية قصيرة الأجل.

ستظل هذه العوامل ذات أهمية بعد نهاية العام، في ظل عدم إظهار نظام مادورو أي استعداد للتخلي عن المواجهة.

لذا نتصرف بحكمة ونتجنب المخاطر غير الضرورية.

أرباح موفقة للجميع!